شهادتان في محور 150 سنة مسرح لرائد مسرح الأقاليم اميل جرجس وأيقونة المسرح المستقل حسن الجريتلي

اميل جرجس :
• كنت ضمن ٩ هم الدفعة الأولى لقسم الديكور بالمعهد العالي للفنون المسرحية
• أحمد عبد الهادي عبد الرحيم الزرقاني وكرم مطاوع رواد لهم دور كبير في تنوير الأقاليم بالمسرحيات واكتشاف المواهب.

حسن الجريتلي :
• فضلت المسرح المستقل على قيود مسرح القطاع العام والخاص
• تركت مسرح الهناجر بعد أن أسسته واستقلت من الطليعة
• عبلة كامل وسيد رجب ومحمد هنيدي ويوسف داوود وعلاء مرسي بدأوا في فرقة الورشة وانطلقوا للنجومية

قدم الفنانان اميل جرجس رائد مسرح الأقاليم وحسن الجريتلي أيقونة المسرح المستقل شهادتين مهمتين ضمن محور ( 150 سنة مسرح ) بالمهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الثالثة عشر برئاسة الفنان القدير يوسف إسماعيل
بدأت الشهادات بالمخرج اميل جرجس الذي يمثل جيل الستينات وحاوره أحمد طه من مخرجي جيل التسعينات، وناقش خلالها تجربته الرائدة بداية بالديكور والفن التشكيلي ثم الإخراج منذ ستينات القرن الماضي وخاصة بدايات النشاط المسرحي بالمحافظات.
قال اميل جرجس : تتضمن رحلتي مع المسرح عملي كرسام وكاتب ومصمم ديكور وسينوغرافيا بالإضافة لعملي كمخرج، في أقاليم مصر ومنها الى جمهورية مالطا واليمن، وأذكر أن شغفي بالمسرح بدأ في مرحلة ما قبل إنشاء الثقافة الجماهيرية والتي انتشرت خلالها ما يعرف ب “الجامعة الشعبية” إذ كان يقيمها عمالقة هذا الزمن كطه حسين، وعي عبارة عن ورش تعليمية وفنية لتعليم الموسيقى والتمثيل والخياطة بالإضافة لمحو الأمية، كل هذا بالمدارس بعد انتهاء العام الدراسي بالقرى، وكان والدي آنذاك مدير مدارس بالقناطر الخيرية مرة وفي قليوب مرة أخرى، واحببت الانضمام لهذا النشاط بعد انشاءهم فرقة مسرحية، قمت خلالها بدور مسرحي صغير كان اول علاقتي بالمسرح.

وتابع “جرجس”: وفي رحلة الدراسة كنت أحب الرسم والفن التشكيلي، فخضت امتحان القبول لكلية الفنون الجميلة بالزمالك، وذات يوم وأنا خارج من الكلية سيرا، وجدت زحام أمام معهد الفنون المسرحية، فدخلت لاستكشاف الأمر وعلمت ان هناك قسم للديكور فتقدمت لاختبارات القبول وكان متقدما معي ٣٥٠ فرد، وكانت اول دفعة لهذا القسم، الذي تخرج منه ٩ اشخاص من أصل ١٣ نجحوا بالاختبارات، كانت لهؤلاء الـ ٩ السبق في إقامة اول معرض للديكور المسرحي “السينوغرافيا”واحتوى مشاريع تخرجهم، كما كانوا هم باكورة ادارة الخدمات الفنية التي تتولى فنيات تنظيم أنشطة المسرح والسينما والمعارض، وكان مدير الادارة عزت مصطفى الفنان التشكيلي، تلك الادارة التي انتقلت فيما بعد لمكتب الوزير الحالي ليكون مقرا لنا وللمسرحيين وهو في الأصل اهداء لنا من الزعيم جمال عبد الناصر بعد تأميم القصور.

واستكمل : أما عن رحلة الفرق الإقليمية فبدأت بفرقة أسوان، عقب اقامة مسرح الاقاليم، كانت مسؤولية كبيرة أن أكلف بإقامة فرقة وحجزوا لي مكان هناك وكنت اعتقد ان هناك فرق وكانت مغامرة، وعشت معاناة مشكلة تهجير النوبيين وبناء السد العالي ونفل معبد ابو سنبل، إذ تكونت الفرقة في قصر الثقافة وكان من أعضاؤها ابو الوفا القاضي وإبراهيم حمدي وحجاج البايض ونشأت أباظة وكان ابوالوفا بالتربية والتعليم بالإضافة لأحمد الخليلي الذي انضم لنا بعد فرقة رضا ، وكان أول عرض لي في الفرقة “وابور الطحين” وكانت اول فرقة نوبية منذ ١٩٦٧ حققت نجاح كبير وطافت مصر كلها واستمرت حتى اليوم مع فرقة محمد رضا، كما عرضنا في موقع ابو سنبل خلال نقله ، اخرجت لتلك الفرقة ٤ عروض خلال عام ونصف، حتى ظهرت خلايا متطرفة قاموا بحرق قصر الثقافة لمحاربة هذا الزخف الفني في اسوان، وكان مدكور ابو العز محافظ اسوان اصر على اعادة بناء المسرح خلال ١٥ يوما .

ومن اسوان الى قنا حيث تجربتي الثانية التي بدأتها عندما أخرجت ” عطيل بالعامية ” لنعمان عاشور، وفي البنك الصناعي مقرنا توجهت لسعد الدين وهبه المدير الاقليمي وقلت له لابد من تحويل هذا للهجة الصعيدي واتصلت بمؤلف “سمارة ” للإذاعة وكانت بالصعيدي وقام بتعديلها، وطاف هذا العرض بالصعيد وفاز بعدة جوائز خلال باكورة مهرجانات المسرح، كما جمعت فرقة شعبية هناك خصيصا للعرض .
وأشار أن أحمد عبد الهادي أول واحد عمل بالأقاليم وكذلك عبد الرحيم الزرقاني الذي اقام فرقة في دمنهور، وكرم مطاوع في مرسى مطروح الذي اخرج فيها أول عرض لميخائيل رومان، إذ كان لهؤلاء دور كبير في تنوير الأقاليم واكتشاف المواهب.

أما عن شهادة المخرج حسن الجريتلي وتجربة فرقته “الورشة” التي حاوره فيها المذيع والمخرج أحمد مختار، فبدأت بمباغتة فرقته بالغناء قبل بداية الندوة ما أثار بهجة كبيرة للحضور واستمرت خلال حديثهما الذي تخلله أغاني معدة لتقديمها للحضور وللجمهور في اللقاء الفكري، ومنها دويتو “عايز أروح ” و مقاطع من أوبريت “يوم القيامة”..

يقول “الجريتلي” أن فرقته “الورشة” التي اكملت عامها الـ ٣٣ تعتبر باكورة انتشار الفرق المسرحية المستقلة، التي استمرت وأخرجت العديد من الأسماء اللامعة في عالم الفن اليوم ممن بدأوا أول مرة في الورشة خلال رحلتهم كعبلة كامل وسيد رجب ومحمد هنيدي ويوسف داوود وعلاء مرسي واحمد كمال ومحمود اللوزي، وذلك على الرغم من غياب الدعم المادي الذي يهدد غالبية الفرق المستقلة اليوم.

مضيفا أن تجربته شخصية قد لا تتوافر عناصرها لدى الكثيرين، إذ أن دراسته بفرنسا وعلاقاته التي امتدت من عمله مع المخرج العالمي يوسف شاهين وحتى صلاح جاهين وغيرهم من عمالقة الفن قد دعمته كثيرا، بالإضافة لدعم أسرته، ولذلك ينصح الحالمين بإقامة فرقهم الخاصة بالتفكير مليا والاستعداد للدراسة طويلا والصبر والاستمرار طالما يوجد بديل مادي يوازي هذا النشاط، ولا بد لك من علاقات جيدة بالوسط.
وتابع : اردت ان اكون مخرج مستقل، ذهبت الى سمير سرحان وعينني في الطليعة، ثم أسست مسرح الهناجر واستقلت عام ١٩٩٢، حين وجدت أن القواعد والأطر تعيق مساحة الحرية التي انشدها و لم اجدها بالعام او الخاص، فهناك تناقض أساسي بين شغلنا وشغل السوق، وأذكر معاناة عبلة كامل التي ظلت معنا لمدة ١٠ سنوات حين قيل لها من عضو من مجلس النقابة “على جثتي تدخلي النقابة” .
مشيرا الى انه يعتمد في “الورشة” على تقديم نماذج من التراث وخاصة المسرح الغنائي الذي وجد في شارع محمد علي وعماد الدين، كما نعتمد على مفهوم الفنان الشامل ونقدم عروض شاملة تحتوي عروض راقصة واستعراض وغناء وتحطيب بالإضافة للتمثيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى