خالد جلال متحدثا عن تجربته بمحور 150 سنة مسرح: مشواري لم يكن ورديا و كرم مطاوع له دور كبير في تكويني فنيا

  • مشواري لم يكن ورديا و كرم مطاوع له دور كبير في تكويني فنيا
  • فاروق حسني عينني مديرا لمسرح الشباب وعمري 28 سنة بعد مشاهدته مسرحية أخرجتها بإيطاليا
  • المسرح الجامعي مفرخة مواهب ويوسف شاهين اختار عمرو عبد الجليل بطلا من مسرحية لخالد الصاوي بكلية حقوق
  • أخرج في القطاع الخاص بانضباط مسرح القطاع العام والنجوم تلتزم بذلك

أدلى المخرج الكبير خالد جلال بشهادته ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الثالثة عشر بالمحور الفكري ( 150 سنة مسرح ) وأدار اللقاء الناقد باسم صادق الذي رحب بالحضور والمبدع خالد جلال ، وطالب الحضور بمشاهدة فيلم تسحيلي عن خالد جلال وأعماله ورحلته ومدرسته بمركز الابداع الفني، وكان التعليق الصوتي علي الفيديو بصوت الفنان الكبير الراحل محمود ياسين .

وبدأت المحاورة بكلمة للفنان القدير يوسف إسماعيل رئيس المهرجان قائلا: “نحن سعداء بهذا اليوم فتجربة خالد جلال هي تجربة مهمة في الإخراج المسرحي وتجربة ملهمة لكل العاملين بالمسرح”، وبعدها بدأ الناقد باسم صادق كلمته بتوجيه الشكر للفنان يوسف اسماعيل واللجنة العليا للمهرجان، لتبني فكرة شهادات المبدعين وتقديم تجارب عدد كبير من المبدعين فهي نماذج يحتذى بها، مضيفا: ” شكرا لتكليفي بتقديم شهادة أخويا خالد جلال، لأن تجربته مهمة وثرية جدا لأن لها مشاهد كتير جدا في تاريخ الحركة المسرحية”

بدأ خالد جلال كلمته بتوجيه الشكر لإدارة المهرجان، وأكد أن مشروع مركز الإبداع الفني هو حلم العمر ومشروع العمر، خاصة أنه كانت هناك حالة من السخرية والتربص للتجربة، ولكني كنت مؤمن كثيرا بها.

وتابع: “مسرح الجامعة كان متفوق بشكل كبير، وكان فيه أسماء لامعة زي محمد هنيدي، خالد الصاوي، خالد صالح، ماجد الكدواني، والمسرح كان لامعا جدا في الوقت ده لأن اللي بيعلمونا كانوا كبار مثل سعد أردش، هاني مطاوع، أحمد مختار، الناس كانوا كبار فنقلوا خبرات لينا وإحنا صغيرين فكبروا عقولنا وذهننا وكانت فترة ثرية”.

وكشف أنه في أحد الأيام علم أن هناك عرضا مسرحيا في الثانية ظهرا على مسرح كلية الحقوق، وسيحضر لمشاهدة العرض المخرج الكبير يوسف شاهين، وكانت المسرحية بطولة محمد هنيدي، وعمرو عبدالجليل، وخالد الصاوي فوقف “شاهين” بعد العرض وأشار إلى عمرو عبدالجليل وأخبره أنه سيكون بطل فيلمه القادم.

وأوضح أنه ذهب ليبحث عن مسرح كلية تجارة، وبالفعل دخل ليجد “بروفة” لعرض مسرحي بطولة هاني رمزي، وتأليف نادر صلاح الدين وإخراج صلاح عبدالله، وبعد قليل طلب منه مساعد المخرج أمير شاكر، الخروج من البروفة، فطلب منه البقاء لمدة ٥ دقائق فقط، وبعدها سأل “شاكر” عن ممثل يدعى هاني جرجس، فعلم أنه لم يحضر، فطلب منه شاكر تقديم الدور على المسرح.

وتابع: “كنت أذهب للمسرح من الثامنة صباحا حتى الثامنة مساء، وبالفعل قدمنا مسرحا عظيما، وفي السنة الثانية لي بالجامعة طلبت إخراج العرض المسرحي (نأسف لهذا الخطأ) وكان خالد الصاوي وقتها يخرج العرض المسرحي لكلية الحقوق ، ودخلنا مسابقة مسارح الجامعة سويا فحصلت مع خالد الصاوي على جائزة أفضل إخراجمناصفة ، وأحسن نص مناصفة ، وأحسن ممثل مناصفة بينما حصلت انا بمفردي على جائزة أفضل عرض مسرحي، وبعدها قام الناقد الكبير الراحل الدكتور أحمد سخسوخ بعرض المسرحية على مسرح معهد الفنون المسرحية، وهي التجربة الأولى التي يعرض فيها عمل لمسرح الجامعة على خشبة المعهد”.

واستكمل: “في الليلة الأولى للعرض، لم يحضر سوى ٥ أفراد، وكان دكتور هاني مطاوع يراقب العرض وفي اليوم التالي طلب من كل طلبة الدراسات العليا للمسرح الذهاب لمشاهدة العرض، كما طلب من الناقد نبيل بدران أحد أهم أساتذة النقد المسرحي وقتها أن يحضر لمشاهدة العرض، فتحدث بدران عن العرض بشكل جيد وإيجابي للغاية”.

وأشار إلى أنه انتقل للدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وكان الفنان الكبير كرم مطاوع يدرس له على مدار ٤ سنوات بالمسرح، مضيفًا: “كلنا كنا بنقف لما بنشوفه هو وأساتذتنا جلال الشرقاوي وسعد أردش، احتراما وتقديرا ليهم ، وكرم مطاوع كان له الفضل الأكبر في تكويني الذي يجمع بين الهيبة والنجومية والعلم والوقار والابتكار”.

وكشف أنه سافر لأوروبا في منحة دراسية وتعلم وقتها من مخرج فرنسي هو مؤسس مهرجان أفينيون وهو أهم مهرجان مسرحي في أوروبا ، وتعلمت من هذا الرجل أنه لا مجال للخطأ، فالخطأ هي كلمة مرفوضة تماما، وكانت الجدية بالنسبة له قانون ودستور، ولا مجال للتهاون فيما يخص الالتزام.

وتابع: “قال لي: في يوم من الأيام لما ترجع بلدك ماتلتفتش لأي حد ممكن يعرقلك أو يوقفك، أنا في البداية كتير حاولوا يوقفوني لكن اتعلم ماتقفش، إجري واسحل اللي ماسكك لحد ما تلاقيه هو أفلت قبضته عنك” ، واوضح أنه سافر لروما للدراسة و بعدما انتهى من دراسته في المعهد، وظل هناك لقرابة العامين، وهناك تعلم من المخرج الإيطالي دانييلو كريموندي كيفية صناعة عرض بالارتجال وكيف يصبح لديك ١٠٠٠ مشهد فتختار وتنتقي من بينهم ساعة واحدة.

وأضاف : في ايطاليا أخرجت مسرحية ” حلم ليلة صيف” لشكسبير بممثلين ايطاليين ونجحت نجاحا كبيرا، فطلبت أن أمد فترة وجودي بإيطاليا فعلمت أن وزير الثقافة وقتها فاروق حسني قد رفض مد فترة دراستي بإيطاليا على الرغم من قبوله مد الدراسة لعدد آخر من الزملاء، وقال وقتها يرجع فورا”.

وتابع : “فاروق حسني كان يذاكر بني آدمين ، فحينما عدت من إيطاليا كنت منفعلا للغاية، وعلمت أنه يريد مقابلتي، وقبلها قابلت الدكتور سامي خشبة رئيس البيت الفني للمسرح، فأخبرني أنني مرشح لقيادة مسرح الشباب وكنت وقتها أصغر مدير مسرح فكان عمري وقتها ٢٨ عام فقط”.

وقال لي سامي خشبة : قابلت وزير الثقافة فاروق حسني وأخبرني أنه فخور بالعرض الذي أخرجته بإيطاليا، وقال لي فاروق حسني فيما بعد : ” أنا نزلتك هنا لأن اللي انت عملته في إيطاليا محدش يعرف يعمله، أنت قدرت تعمل عرض على درجة عالية جدا من الاحتراف، لأنك عرضت خارج مصر وعملت وحدة إنتاجية متكاملة لوحدك في بلد غريبة، وآن الأوان تنقلنا تجربتك لمسرح بلدك”، مضيفا : “أنشأت ورشة وبعد سنتين خدنا الجائزة الأولى في مهرجان المسرح التجريبي”.

واستكمل خالد جلال حديثه عن مشاريعه المسرحية التي قدمها علي مسرح الدولة كمخرجا سواء علي مسرح الدولة مثل : تحب تشوف مأساة ، الاسكافي ملكا ، ومؤخرا مسرحية ” الوصية ” ، وغيرها من التجارب علي مسرح القطاع الخاص مثل هلهوطه بركوته، ولما بابا ينام وغيرها ، وقال إنه يخرج في مسرح القطاع الخاص بانضباط مسرح الدولة والنجوم تلتزم بذلك .

خالد جلال وصف نفسه “المحظوظ” لأنه على مدار مشواره الفني التقى بأساتذة وعدد كبير من الداعمين له والذين ساندوه وأبرزهم الفنان صلاح السعدني، ووصفه بواحد من أهم الناس في حياتي” وكشف أنه أحضر له عرض مسرحي لإخراجه ومن بطولة السعدني وحينما انسحب السعدني من العمل رفض أن ينسحب خالد جلال وطلب منه البقاء واستكمال العمل.

وتابع: “هناك أسماء داعمة كبير منها جلال الشرقاوي، كرم مطاوع، هاني مطاوع، فاروق حسني، سعد أردش، عبلة الرويني، نبيل بدران، سناء شافع، هناء عبدالفتاح، آمال بكير، فهؤلاء وغيرهم لهم فضل كبير جدا علي .

ووجه خالد جلال نصيحة لجمهوره قائلا : ” لا تجعل إحد يوقف حلمك إذا كنت مؤمن به ولابد من السعي واجتياز العقبات ، ودعونا نتفق إنه لا يقدر علي ايقافك أحد وهناك مثل فرنسي يقول : اقفز من الفوق الجبل وستظهر لك الاجنحة “

واختتم حديثه قائلا: “الحياة لم تكن وردية بالنسبة لي فقد قابلت كم كبير من العراقيل، لكن ايمان بأنه لن يستطيع أحد إيقافي وأنني حقيقي جعلني أصل لما وصلت إليه الآن، فطيلة مشواري لا أستمع ولا أنظر يمينا أو يسارا ولا ألتفت إلا للنجاح”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى