المخرج طارق الدويري في المحور الفكري 150 سنة مسرح
طارق الدويري في المحور الفكري 150 سنة مسرح:
- تحويل الفن لوظيفة جريمة كبيرة تضر المسرح المصري
- والدي تم اغتياله معنويا ومات دون يدري به إحد
- أقدم ولإول مرة عرض ” المسيرة الوهمية للتفاهة ” من أعمال والدي
قدم المخرج طارق الدويري تجربته في اليوم الأخير للمحور الفكري (١٥٠ سنة مسرح) ليدلي بشهادته ضمن فعاليات الدورة الثالثة عشر للمهرجان القومي للمسرح المصري ، وأدارت الندوة الفنانة والناقدة ليليت فهمي، التي بدأت حديثها قائلة: أعتبر نفسي من الأوفر حظا لأنني تعلمت على يد أساتذة أجلاء ولأني مشاركة في محور ( ١٥٠ سنة مسرح) في ظل الاحتفاء بمسرح مصري ، وادارتي للقاء المخرج الكبير طارق الدويري شرف كبير ، وتجربته باحثة عن الحرية وبها كم كبير من الصدق العظيم فيما يقدم.
بدأ المخرج طارق الدويري حديثه قائلا: في كل عروضي أتعامل مع القضايا وأفككها وأبحث عن الحقيقة وكل تجربة كنت أبحث من خلالها عن “أين السؤال” وليس “أين الإجابة ” ، وبعد عودتي من الخارج اكتشفت الحركة المستقلة في المسرح وكنت قد سمعت عنها من مسرح الجامعة، وهذا الحراك لابد أن ينبع من فرق مسرحية مختلفة .
وأكد أن مسرح الهناجر للفنون لا يوجد به شكل من أشكال الوصايا خاصة أنه خرج من عباءته كم كبير من المخرجين قادرين على المنافسة دوليا، أما عن تجربة “المحاكمة” وقت الثورة فقال : تجربتي في المحاكمة وقت الثورة كانت جيدة وكان هناك حماس من اللجنة الفنية بالمسرح القومي للمسرح برئاسة الفنان يوسف إسماعيل، وتمت الموافقة عليه لأن توابع الثورة كان بها روح مختلفة وكان هناك حالة من الحراك الحقيقي، وكانت الحالة ثورية وكل هذه العوامل أدت لنجاح التجربة.
وقال عن تجربته في الاخراج بالبيت الفني للمسرح : الاخراج فيه يرتبط بمين ماسك المكان وطول الوقت الموضوع نسبي، و للأسف بيتحول الممثلين الذين يعملون به لموظفين ، اما عن تجربتي مع محمد أبو السعود فهي تجربة خاصة ومميزة وثرية بالنسبة لي، وأثرت كثيرا في مسيرتي وأعتز بها.
واستكمل : على الفنان أن يبحث عن طرق سحرية وكيف يتواصل مع الجمهور، فإشكالية أي فنان هو كيف يصل للناس دون أن يخاطب الوعي المباشر فقط، وكيف يقدر أن يقول ما يجب أن يقال في ظل وجود سلطة رقابية طوال الوقت وكيف تتواصل مع أكبر عدد من الناس وأن تقدم صورة جمالية فأى عمل فني هو قصيدة ولديك ألوان لوحة تشكيلية لتكونها والقصيدة تخاطب اللاوعي .
وأضاف: الفن مش وظيفة ومهنة وتحويلها لمهنة جريمة ومشكلة الهيئات الرسمية إنهم لا يستطيعوا الحفاظ على استقلال الناس، إنما المستقلين بيحافظوا على الحرفة والصناعة، و الأجيال الجديدة هي الأمل وهناك حالة إفساد في الوسط ويتحول الفنان لمشخصاتي فقط .
تحدث أيضا المخرج طارق الدويري عن والده الكاتب الكبير رأفت الدويري قائلا: دائما هناك صراع الابن الذي يحاول دائما ألا يصبح نسخة أو تابع لوالده ، والحمد لله انتصرت وقدمت نفسي للوسط بعيدا عن والدي
وأضاف: دعوني أقول لكم أن والدي تم اغتياله معنويا وشاهدت قبل رحيله كم من الحزن لم اتخيله ، حتى أنه مات ولم يشعر به أحد ، وكنت أتوقع أن يكون مسرح الطليعة في مقدمة من يقومون بتكريم والدي، وكان مسرح الطليعة شعلة تنوير وبه حراك حقيقي لكنه فقدها حاليا .
واختتم حديثه قائلا: تكرم الفنان محمد دسوقي مدير مسرح الهناجر، بطلب تكريم والدي، وتوصلنا لعمل مسرحي من أعماله بعنوان ” المسيرة الوهمية للتفاهة ” وهي مسرحية عن مسيرة والدي، ونعمل عليها منذ عام ونصف وستقدم علي مسرح الهناجر قريبا .