وليد عوني متحدثا عن تجربته في محور 150 سنة مسرح
وليد عوني متحدثا عن تجربته في محور 150 سنة مسرح :
أقدم مسرح مترابط العناصر و الرقص في عروضي هو الحوار المسرحي فلا تستطيع حذفه
- كرم مطاوع سخر من أول عرض قدمته وقيل لي : “عد إلي بلدك”
- موريس بيجار أستاذي الأول ونصحنير بتقديم التراث المصري والعربي فنجحت بفضل استشارته
- أغلب العروض التي بها رقص يمكن حذفه ولا يختل العمل ولكن في مسرحي لا يمكن لأنه الأساس في العمل
تحدث الفنان والمخرج وليد عوني رائد ومؤسس فرقة الرقص المسرحي الحديث بمصر عن تجربته في مصر في آخر شهادات اللقاء الفكري للمهرجان القومي للمسرح المصري بدورته الثالثة عشر “دورة الأباء”، وقدم اللقاء الناقد جرجس شكري الذي بدأ اللقاء قائلا : أنه لم يكن لتكتمل شهادات محور “١٥٠ سنة مسرح” دون وليد عوني رائد المسرح المعاصر في مصر، الذي ظهر في مناخ التسعينات وأحدث تغيرات كبيرة في فكر المسرح المصري ، بداية من انطلاق المهرجان التجريبي ، وعندما اطلق فرقة الرقص المسرحي كان الأمر حدثا ومحط نقد وتساؤل، إذ لم يمر علينا نوع فني مشابه من قبل، حتى أذكر أنني كناقد شاب لم أدري كيف أكتب عن أعماله.
وتابع: كرس “عوني” سنوات من الدراسة والعمل في أوروبا ولكن هذا لم يمحو ثقافته العربية القوية، ولهذا سرعان ما أصبحت تجربته الغريبة راسخة مؤثرة، وخاصة بعد مناقشته لعناصر إبداعية مصرية مثل نجيب محفوظ وشادي عبد السلام وقاسم أمين بالإضافة لعروض مستوحاه من التراث الفرعوني والعربي ومشاكل المنطقة، حتى أصبح له في كل ذكرى عرض يناقشه، كالذكرى ال ٥٠ للنكبة الذي أقام له عرضا، ولكن السؤال البديهي لماذا اخترت هذا الطريق الغير ممهد والملئ بالعثرات بدلا من الاستمرار في أوروبا؟..
وكان رد “عوني”: اعتبرت الأمر عودة لشرقيتي، التي تركتها عندما هاجرت صغيرا الي بلجيكا ولكنها صحبتني منذ اتجهت الى الرقص الحديث، الذي عرفته على يد معلمي رائد الرقص المعاصر موريس بيجار، الذي شاهدته للمرة الأولى يقدم عرض بعنوان “جنينة الزهور” ذو الطابع الشرقي الذي يناقش التصوف ويشير فيه للنور الذي يجسد النبي محمد، هذا العرض الذي أسلم بعده “بيجار” أثر في بشدة، وظللت لعدة لسنوات حتى اخرجت اول عمل لي وهو جبران خليل جبران عام 1982.
مضيفا أنه قدم “سقوط إيكاروس ” في افتتاح التجريبي عام ٩٣، العرض الذي سخر منه كرم مطاوع وواجهني الجمهور والنقاد بعدم الفهم والرفض وقالوا “عد لبلدك” فسافرت لموريس في سويسرا فقال لي “اعذرهم، فلابد أن تبدأ بشخصياتهم وثقافتهم فعملت ثلاثية نجيب محفوظ وشادي عبد السلام، فتغير النقد”
وهنا سأله “شكري” لماذا تعتمد على كتابتك للعروض بجانب تصميم الرقصات و السينوغرافيا والإخراج، ولا تلجأ لكاتب غالبا؟
فأجاب: نحن نقدم مسرح مترابط العناصر وليس مجرد رقص، فأغلب العروض التي تتضمن رقصا اذا حذفت الرقص لا يؤثر عليه، ولكن في مسرحي الرقص هو الحوار، بالإضافة لقوة الموسيقى، التي لابد أن تكون أساسية في العرض”
فيما سأله يوسف إسماعيل رئيس المهرجان، كيف تفكر في بناء المشهد؟ تكتب ام لغة الجسد تسبق ذلك؟
فكان رد “عوني” أن الرقص آخر مرحلة في العرض، إذ أنني أبدأ في إعداد الفكرة لشهور ثم اناقشها مع الفرقة، ثم ابدأ تصميم الحركة والسينوغرافيا في عقلي وأعيد رسمها على الورق الذي اعلقه على الحائط أثناء البروفات لتذكير الفرقة.
أما الإعلامي والمخرج جمال عبد الناصر قال : اذا كنا نبحث عن رائد المسرح المصري والعربي فوليد عوني هو رائد الرقص المسرحي الحديث في مصر والوطن العربي ، ثم وجه عبد الناصر عدة أسئلة لوليد عوني منها : كيف يختار وليد عوني الشخصيات؟ وهل مشاركته في السينما تعتبر رقص مسرحي حديث ام استعراضات ؟ كما أشار لتجربة وليد عوني في فيلم “دنيا” ؟
فقال “عوني” : عملي بالسينما كان مع يوسف شاهين ولم يكن رقس مسرحي ولكن استعراض، وكذلك في فيلم “ماتيجى نرقص” للمخرجة إيناس الدغيدي، ولكن في فيلم “دنيا” بطولة حنان ترك واخراج جوسلين صعب كان رقص مسرحي حديث وهذا الفيلم احببته جدا ، وأظنه أفضل أعمال حنان ترك ، فكنت أصمم أداء مسرحي بالفعل، ولكن للأسف لم ينجح الفيلم جماهيريا على الرغم من حصوله على جوائز كثيرة في الخارج .
وفي النهاية أختتم يوسف إسماعيل المحور الفكري قائلا “في نهاية المحور الفكري والشهادات والندوات التي أفخر بها ، فهذه المرة الأولى التي يتضمن فيها المهرجان هذا الزخم ولكنها دورة استثنائية، كما أود أن أشكر وليد عوني على هذه الخاتمة بالإضافة لشكر خاص للناقد جرجس شكري تقديرا لجهوده في اللجنة العلمية التي نظمت تلك الندوات والموضوعات.