ورشة الإخراج المسرحى للمخرج عصام السيد “كاملة العدد” وتناغم شديد بينه وبين المشتركين فى اليوم الأول للورشة
استقبل المجلس الأعلى للثقافة أول أيام ورشة الإخراج المسرحى للمخرج الكبير عصام السيد، وتستمر على مدار أربعة أيام حتى الثانى من أكتوبر المقبل، من الثالثة عصرًا وحتى الخامسة مساءً، ضمن فاعليات اليوم الثانى من المهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته الرابعة عشرة، والتى تحمل اسم “الكاتب المسرحى المصرى”، برئاسة الفنان القدير يوسف إسماعيل.
وقد توافد المشتركين قبل موعد بدأ الورشة بساعتين، وفى تمام الثالثة مساء دخل المخرج الكبير عصام السيد للمتدربين فى ورشته، وصاحبه فى اليوم الأول من الورشة الفنان القدير يوسف إسماعيل رئيس المهرجان القومى للمسرح المصرى، والذى رحب بالمخرج الكبير عصام السيد فى البداية ثم رحب بالحضور من المشاركين بالورشة قائلا: هذه هى أولى الورش المتخصصة فى المهرجان والمهرجان يتشرف ان يكون معنا قامة كبيرة مثل الاستاذ عصام السيد.
ثم اضاف: الإقبال على هذه الورشة كان إقبالا شديدا للغاية فقد تقدم ما يقرب من 550 طلب للالتحاق بالورشة، فأنتم محظوظين بالفعل ان قد تم اختياركم، ونحن نقدم هذه الخدمة لكل من له علاقة بفن المسرح وليس للمتخصصين فقط،وختم يوسف إسماعيل كلمته بضرورة الالتزام واحترام آداب المناقشة والتحاور داخل الورشة.
وعقب كلمة الفنان القدير يوسف اسماعيل رئيس المهرجان القومى للمسرح المصرى، بدأ المخرج الكبير عصام السيد بطرح سؤال على الحضور بعد ان تعرف عليهم وهو ما الذى تتوقعونه من الورشة؟ ودار نقاش بينه وبين المتدربين ختمه هو بأن هذه الورشة سوف تدور حول اسس العملية الإخراجية.
كذلك حدثنا المخرج الكبير عصام السيد خلال الورشة عن ما هو الإخراج؟ وعرفه بشكل مبسط انه وجهة نظر ورأى ومحصله نهائية وهو أيضا بشكل أشمل وجهة نظر فى الحياة.
واستكمل “السيد ” حديثه عن الإخراج ان لا يوجد شئ فى الفن يحدث صدفة والفن هو نتاج ظرف اجتماعى واقتصادى والفن مرتبط جدا بحركة المجتمع.
ثم انتقل المخرج الكبير عصام السيد إلى نقطة أخرى وهى من هو المخرج؟
وعرفه بأنه هو الشخص الذى يقود مجموعة من مختلف الفنون لكى يطرح وجهة نظر وهو المسؤول الأول عن ظهور العرض بما يلائم وجهة النظر هذه، بالإضافة إلى أنه المسؤول عن تناغم كل الفنون المشاركة فى العرض، وأكد خلال تعريفه على أهمية كلمة تناغم وأنه سوف يتناولها خلال مدة الورشة بشكل أكبر وأعمق .
وتناول المخرج الكبير عصام السيد مواصفات المخرج المسرحى فى نقاط محدده منها أنه يجب أن يكون قارئ جيد ومتذوق لجميع انواع الفنون، ويجب أن يعرف المخرج شئ عن كل شئ وعن الإخراج كل شئ.
واستكمل بأن يجب أن يعرف المخرج عن علم النفس جيدا لكى يستطيع أن يتعامل مع كل التركيبات الإنسانية المختلفة، ويجب أيضا أن يتعرف المخرج جيدا على علم السيستولوجى، فيجب أن يكون المخرج شامل لانه يقدم من خلال عرضه رسالة.
فيما تطرق المخرج الكبير عصام السيد إلى نقطة هامة وهى ان من المتعارف عليه أن عملية الإخراج تبدأ باختيار النص المسرحى، ولكن من المفترض أن تبدأ عملية الإخراج بسؤال وهو من جمهورك؟ وبناء عليه يستطيع المخرج تحديد النص المختار، حيث أن لا يمكن تقديم اى شئ لأى أحد، يجب أن يسأل المخرج نفسه سؤالا فى غاية الأهمية هذا النص من هو جمهورية وسيقدمه اين ومتى؟
فعلى سبيل المثال استمرار عرض مسرحية الملك لير للنجم الكبير يحيى الفخرانى عندما تم عرضها على المسرح القومى لما يقرب من 8 سنوات بشكل موسمى كان مرتبطا بالجمهور المستهدف والمكان وتوقيت عرضها، بعكس عندما تم تقديمها فى المسرح الخاص لم تستمر أكثر من سنة.
وكذلك عندما يقدم مخرجا عرضا فى الثقافة الجماهيرية يجب أن يختار عرضا متلائم مع ثقافة البلدة او المدينة المقدم فيها العرض.
وتناول أيضا المخرج الكبير عصام السيد نقطة هامة وهى موعد إقامة العرض، وضرب مثالا على ذلك النجاح الكبير الذى حققه مسرحية مدرسة المشاغبين و التى تعد أحد نجاحات المسرح فى القطاع الخاص، وأن هذا العرض قد تم تقديمه فترة ثم توقف لظرف سياسى لوفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ثم تم فتحها من جديد واستمر عرضها سنوات وسنوات وكانت اول مسرحية يسجلها الناس بالكاسيت، الحقيقة ان صادفت هذه المسرحية ظروفا سياسية جعلتها تنجح وهو صراع بين جيلين، حيث يعلن عن فكرة صراع الأجيال فى نكسة 1968، وبعد وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر سقطت هيبة الأب فى اذهان البعض مع تواجد رئيسا جديدا وبدأ التمرد على سلطة الأب، وفكرة أن مع وفاة الكبير أصبح يستطيع كل فرد ان يعبر عن احتجاجه أو اعتراضه على الجيل الذى يكبره، لذلك اختيار توقيت العرض(متى؟) مهم جدا.
الجدير بالذكر أن المخرج عصام السيد هو ابن لجيل العمالقة، وعلي يديه خرجت مواهب أصبحت ملء السمع والبصر. المسرح عشقه الأول والأخير، حتى في أحلك فترات أبو الفنون كانت له تجاربه التي اعتبرت إعادة إحياء للفن الأصيل.
رحلته بدأت من كلية التربية قسم اللغة الإنجليزية، ثم دراسة علم النفس، وألحقهما برحلة هامة في المسرح الجامعي، الذي زامل فيه العديد من النجوم، مثل يحيى الفخراني، ومحمود حميدة، وسامي مغاوري، والراحلين الكبيرين أحمد راتب وفاروق الفيشاوي.
من مخرج منفذ لمسرحيتي “يا أنا يا أنتِ يا دنيا”، و”أهلا يا دكتور” لسمير غانم، بدأت رحلة عصام السيد مع الكبار، فأخرج لفؤاد المهندس مسرحية “روحية اتخطفت”، ولسعيد صالح “البعبع”، و”مر الكلام”، ولمحمد نجم مسرحية “عبده يتحدى رامبو”، ولأحمد بدير كانت له مسرحية “تكسب يا خيشة”، وكذلك “الحادثة” لعبلة كامل، وأشرف عبد الباقي.
مسيرة مسرحية مميزة، تخطت السبعين عملًا، أخرج عصام السيد خلالها كوميديا من نوع خاص، وأعاد هيبة خشبة المسرح بعد جفاء طويل مع الجمهور، من خلال عرضي “أهلا يا بكوات” لحسين فهمي، وعزت العلايلي، و”اضحك لما تموت” لمحمود الجندي ونبيل الحلفاوي.
ويستمر المهرجان القومى للمسرح المصرى حتى التاسع من أكتوبر المقبل..